رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات في ريف اللاذقية بسوريا

رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات في ريف اللاذقية بسوريا

تكافح فرق الإنقاذ والإطفاء السورية والروسية لإخماد الحرائق التي اندلعت في الغطاء النباتي بمحافظة اللاذقية، غرب سوريا، ضمن سلسلة من حرائق الغابات والمزروعات التي تجتاح العالم منذ أسابيع نتيجة تغير المناخ والقبة الحرارية.

امتدت الحرائق على مساحة واسعة نتيجة شدة الرياح وانخفاض نسبة الرطوبة، وكثافة الغطاء النباتي والمساحات الكبيرة، التي تغطيها الأعشاب، بكثرة في المواقع ما أدى لامتداد ألسنة اللهب، وفق "يورو نيوز".

شهدت غابات ريف اللاذقية الشمالي حرائق واسعة، حيث تواصل فرق الإطفاء جهودها للسيطرة على النيران وتطويقها، وقامت السلطات بوضع قوات الدفاع المدني في حالة تأهب واستنفار تام بعد أن رفعت حالة الطوارئ. 

وتشارك عناصر من الدفاع المدني المدعومة بعناصر من رجال الإطفاء وقوات الجيش والطيران المروحي في عمليات إخماد الحرائق.

واندلعت الحرائق في اللاذقية، الثلاثاء، وتواصلت، الأربعاء، في الغابات بين قريتي مشقيتا والسركسية في ريف اللاذقية الشمالي، وفي محيط بلدة ربيعة.

يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار الحرائق في العديد من دول العالم منها إيطاليا واليونان والبرتغال وكندا وغيرها، ومع موجات الحر القاسية في العالم، حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) من أن موجات الحرارة ستصبح أكثر حدة في السنوات المقبلة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة.

ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية